18 أغسطس 2008

شهر التناقضات

آب، شهر مليء بالتناقضات. فهو ورغم طقسه الحار المذيب، مليء بالبرود، الجمود، والملل؛ لا سيما للذين يقضونه في أحضان الوطن، أنا على سبيل المثال. قد سئمت الذهاب للأماكن نفسها، ورؤية الأشخاص أنفسهم. أود ومن شدة ما يعتريني من شعور بالملل والغثيان أن أفرغ كل ما بجعبتي من جنون ومن شقاوة اختزلتها حفاظاً على صورتي الرزينة. أليس هذا هو الشهر نفسه الذي أرعد فيه رجال الله صيف فلسطين المحتلة الملتهب وأمطرها بسيل صواريخ أحرقت الأرض بمن عليها وأثلجت قلوب أحرار العالم؟! كم سمعنا بأسطورة الجيش الذي لا يقهر، وصعقنا أكثر حين شهدنا بأم الأعين تحطم هذا الجيش. أليس هو هذا الشهر الذي شهد فيه انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والأردن وبارك عودتها بينهما لأحسن مما كانت؟! أو ليس هذا الشهر هو نفسه الذي بدأت فيه الحرب الصدامية على الكويت معلنةً قطيعة استمرت 17 عاماً وهو نفسه الذي زف نهايتها، نعم فمن يستطيع أن يصدق أن أول بغداد تستعد لاستقبال أول سفراء كويتي، بحريني، إماراتي، وسعودي منذ 17 عاماً.. لا تنفك تثبت لي يا آب أنك أكثر شهور السنة حرارةً وبرودةً، وأشدها مللاً وإثارة، ستبقى مصدر حيرة لي، وسأبقى انتظر منك كل جديد، فأنت شهر المتغيرات وموعد سنوي لتحقق المعجزات واللا متوقعات.

هناك تعليق واحد:

سماء الحب يقول...

مقاللٌ رائع بما تحوية الكلمة من معنا

أن دل ما كتبتيه على شيئ فأنه يدل على ثقافتكِ عزيزتي ..

هنيئاً لك هذا القلم اللامع .. وهنيئاً لنا نحن أيضا بما نقرأ من فيض قلمكِ ..

دمتي بود